الأراجوز لمن لايعرفها هي لعبة شعبية مصرية وهي عباره عن دمية مثبت بأطرافها خيوط يمسكها اللاعب ويقوم بتحريك الدمية كيفما شاء عن طريق تحريك هذه الخيوط بأنامله ليُخرج للجمهور قصة جميلة *مستعيناً بالأراجوز لتمثيل أدوارها ويستمتع بها الجمهور .أما عن علاقة اللعبة هذه بالمستهلك السعودي فلا يخفى عليكم أن هذه اللعبة موجودة في بلدنا ولكن عدد الأراجوز أكثر من الجمهور ،ولابد أنكم لاحظتم هذه الأراجوزات الأسابيع الماضية التي تركض في المراكز التجارية وتلهث لشراء المواد الغذائية كمن أصيب بحمى الشراء ،أو كأننا كنا نصوم طوال السنة ولا نأكل إلا في رمضان، والكميات الهائلة التي يخرج بها المستهلك من المركز التجاري وكأنه مقبل على مجاعة ،ودون تخطيط إقتصادي سليم وتحديد ميزانية للمشتريات وزيادة الإنفاق بشكل مرضي .ومانراه هذه الأيام في أسواق الملابس من تهافت للشراء إستعداداً للعيد ،ورغم ذلك يشتكي المواطن من غلاء الأسعار وقلة الجودة ،أليست قصة يستمتع بها التجار ؟! .عندما يكون المواطن كالأراجوز يتحرك بفعل فاعل ويقتنع انه مسير في شئونه الإقتصاديه وليس مخير إذاً هو أراجوز ،ليس لأن قناعاته صحيحه ولكن إما أن يكون السبب جهل المستهلك بحقوقه أو أنانية منه*وتقديم مصالحة الخاصةعلى مصلحة المجتمع العامة وإستهتارة بقضية غلاء الأسعار كونه قادر على تخطيها وظروفة الماديةمريحة،ممايجعله يشارك التجار في جشعهم ، ويزيد طمعهم وكل هذا على حساب المواطن الضعيف الذي يعاني من قصر اليد وزيادة الريال أو النصف تعنية كثيراً،ودائماً توجه أصابع الإتهام إلى سلبية دور جمعية حماية المستهلك نتيجة الفهم الخاطئ لدورها ،فهي مجرد جمعية ليس لها أي دور تنفيذي سوى آنها وسيط بين المستهلك والمسئول لحفظ حقوقه وهو محورها الأساسي إلى جانب دورها التوعوي لمساعدته في معرفة حقوقه وواجباته والدفاع عنها ، وتعتمد في دخلها على رسوم تقدم لها من الغُرف التجارية وليس لها صلاحيات غير دورها الرقابي والتوعوي ، والعبئ الأكبر يقع على المستهلك نفسه في حماية حقوقه وإيقاف جشع التجار بمعالجة حمى الشراء ووضع ميزانيات لحاجاته من الغذاء والكساء ،ومن الخطوات التي تفيد حفظ حق المستهلك من نفسه كتابة قائمة الطلبات قبل الذهاب إلى أي مركز تجاري ،وتقسيم المشتريات بشكل أسبوعي حسب الإحتياج ولا تكون بشكل عشوائي ، والأهم أن يعرف المستهلك أن تعدد مراكز التسوق وتعدد السلع وتنوعها ماهي إلا لخلق بيئة تنافسية تتيح له الفرصة لإختيار السلع بأسعار تناسبه وجودة ترضية لذا يجب *ألايستعجل في عملية الشراء ويقوم دائماً بمقارنة اسعار السلع والمراكز التي تبيعها إذا كانت مناسبة لجميع الناس وليس له فقط ،عندها سيكون هذا الفعل تشجيع لصاحب المركز وأيضاً موقف موحد لمقاطعة المراكز التي تستغل المستهلك وتزيد بجشعها الأسعار وتستهين بجودة منتجاتها ،والمقاطعة خير موقف يتخذه المستهلك لحل مشكلة غلاء الأسعار ،وأيضاً دفاعه عن حقوقه وتقديم بلاغ للجهات المختصة في حال وجد إي تجاوزات تضر بصحته أو سوءالمنتج أو إرتفاع في الأسعار وعدم الإستهانة فية مهما قل ثمنه لأنها بالنهاية خدمة إنسانية إجتماعية يقدمها لأبناء وطنه فليس هو المستهلك الوحيد ،ولا ننسى دور الإعلام في قدرته على المساهمه بحل المشكلة وتوعية المستهلك والتاجر في الوقت نفسه. *
وأخيراً عزيزي المستهلك كن واعياً بحقوقك وواجباتك وأقرأ كثيراً عنها فماذكرته قطرة من بحرحقوقك *لتكون قوياً وإيجابياً في موقفك تجاه أي إستغلال و غش تجاري حتى لاتكون ذاك الأراجوز الذي قصدناه.*